أنت هنا

رفع أصوات النساء والفتيات لتعزيز إمكانيات عالمنا اللانهائية

يمثّل يوم 11 جويلية من كلّ سنة موعدا سنويا لإحياء اليوم العالمي للسكان وهي فرصة لتسليط الضوء في كلّ مرّة على إحدى المواضيع ذات الأولوية دوليّا ووطنيّا.

وفي هذه السنة، نسلّط الضوء على مسألة المساواة القائمة على النوع الإجتماعي وتمكين النساء في ظلّ عالم بلغ عدد سكانه 8 مليارات نسمة من بينها 49,7 بالمائة من النساء والفتيات.

وبهدف المساهمة في تحقيق هذا الهدف وضمان عالم من الاحتمالات اللانهائية، يسخّر صندوق الأمم المتحدة للسكان بياناته وخبراته وموارده لدعم الفتيات والنساء من أجل تعزيز تمتعهن بجميع حقوقهن خاصة منها الجنسية والإنجابية.

في هذا الإطار، نشير إلى أنّه غالبا ما يتمّ تجاهل رغبات النساء والفتيات وحقوقهن وحيواتهن في خضمّ المناقشات المتعلّقة بالتركيبة والسياسات السكانية.  ويتسبب ذلك لا فقط في استبعاد النساء وتهميشهن والحدّ من إمكانتهنّ وقدرتهن على اتخاذ القرارات المتعلقة بصحتهن الجنسية والإنجابية، بل وأيضا في التأثير سلبا على إمكانات جميع الأشخاص وحرمانهم من مستقبل أكثر ازدهارًا وسلامًا واستدامة.

في هذا السياق، وضع المؤتمر الدولي للسكان والتنمية، الذي انعقد قبل ثلاثين عاماً، هدفا أولويّا يتمثّل في " ضمان عالم ينعمُ فيه الجميع بحياةٍ أطول وأكثر صحة، ويتمتعون فيه بمزيد من الحقوق والخيارات أكثر من أي وقت مضى".

رغم تسجيل مؤشرات إيجابيّة تعكس مدى إلتزام الدول بتحقيق هذا الهدف إلاّ أنّه لابد من تكثيف الجهود. في تونس مثلا وفي إطار المراجعة السادسة لبرنامج عمل المؤتمر الدولي للسكان والتنمية (2023)، نشير إلى أنّه – في مجتمع تقدّر نسبة النساء فيه بـ 50,4 في المائة – قد تمّ تسجيل انخفاض نسبة وفيات الأمهات وارتفاع  نسبة التمدرس خاصة في المستوى الجامعي. في حين تراجعت نسبة استعمال وسائل تنظيم الأسرة ونسبة تمثيل النساء في مواقع أخذ القرار كما بقي معدل البطالة بين النساء ضعف معدل البطالة في صفوف الرجال. هذا إلى جانب تفشي الممارسات التمييزية وتفاقم نسب العنف المسلط على الفتيات و النساء.

بمناسية اليوم العالمي للسكان (11 جويلية)، من المهم التذكير بأنّ تمكين النساء والفتيات من خلال دعم وتنمية رغباتهنّ المتعلقة بحياتهنّ وأُسرهنّ ومساراتهنّ التعليمية والمهنية وضمان ممارسة حقهنّ في اتّخاذ قرارات جوهرية مثل القرار المتعلّق بإنجاب الأطفال، يساهم في بناء مجتمعات تقوم على المساواة والحقوق الإنسانيّة.